حفل إطلاق وتوقيع كتاب سدي تيمان… صفحة سوداء في تاريخ الانسانية للمحامي علي أبوهلال

23

أطلق المحامي والباحث القانوني علي أبو هلال، يوم الثلاثاء 15/7/2025، كتابه الجديد بعنوان “معتقل سدي تيمان الإسرائيلي – صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية”، وسط حضور هام من الكتّاب والنشطاء والمهتمين في متحف ياسر عرفات في مدينة رام الله.
يُعدّ الكتاب الأول من نوعه الذي يتحدث عن المعتقل العسكري الإسرائيلي سيئ السمعة، الذي أُنشئ داخل قاعدة عسكرية في صحراء النقب، ويُستخدم منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 لاحتجاز أسرى فلسطينيين من قطاع غزة اعتقلهم الاحتلال، بعد العدوان الإسرائيلي على فطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول. ولُقّب السجن بــ”غوانتانامو إسرائيل” بسبب الشهادات المروعة للأسرى الفلسطينيين الذين تحدثوا بعد خروجهم من “سدي تيمان” عن تعرضهم لممارسات تعذيب ممنهجة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وتحدث في الفعالية التي أدارتها الدكتورة فليتسيا أديب، عدد هام من الشخصيات الوطنية والحقوقية الفلسطينية، وقدم خلالها قراءات قانونية وحقوقية للكتاب.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح في كلمته الترحيبية: هذا الكتاب يقدم لائحة اتهام كاملة لمجرمي الحرب بحق أسرانا البواسل وجريمة مكتملة الأركان بحق من قدم أعمارهم لأجل القضية العادلة. وأشار صبح إلى أن الكتاب يعمل على توثيق شهادات للأسرى بمعتقل سدي تيمان الذي سلب الإنسان كرامته، كما وثق ما تقوم به العنصرية القاتلة الإسرائيلية باستهداف الأرض والإنسان بالتطهير والتدمير. وتابع، إن النضال الفلسطيني بحاجة لترميم الأرشيف ليعزز السردية الوطنية الفلسطينية وهذا الكتاب يسهم كثيراً للتاريخ الوطني.
من جهته قال الكاتب عيسى قراقع، الرئيس الأسبق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والرئيس السابق للمكتبة الوطنية، إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس كل أشكال التعذيب وامتهان كرامة الإنسان ومسلخ للجسد والأسير الفلسطيني.
وأضاف، ان الكتاب توثيقي بحثي بامتياز جمع شهادات من أصحابها ومهمة ويجب أن توظف سياسيا وقانونيا فلسطينيا، مشيرا إلى أن ما بداخل الكتاب تقشعر له الأبدان نتيجة الشهادت الفظيعة التي لا يتحملها عقل الإنسان. وقال قراقع، يعتبر معتقل سدي تيمان الإسرائيلي– صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية وجه آخر من أوجه الإبادة التي تمارسه آلة البطش الإسرائيلية، وما يقوم به من هدم الروح الداخلية للإنسان الفلسطيني. ويتناول الكتاب توثيقًا قانونيًا وإنسانيًا للجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقل سدي تيمان، كما يُعدّ مساهمة هامة في فضح ممارسات الاحتلال المخالفة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وقال الأستاذ صالح عباسي ناشر الكتاب عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، نلتقي اليوم في عرس ثقافي جديد، نحتفل فيه بكتاب ليس ككل الكتب، بل هو شهادة حية، وصرخة ضمير، ووصمة عار في جبين الاحتلال… نحتفل بإشهار كتاب “معتقل سدي تيمان الإسرائيلي.. صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية”، للكاتب الجريء والمحامي المناضل علي أبو هلال.
واليوم، ها هو كتاب المحامي علي أبو هلال يطرق باب الضمير الإنساني بقوة.
كتاب يكشف، بالصوت والصورة والشهادة، ما جرى – وما يجري – في معتقل سدي تيمان الإسرائيلي: من تعذيب، واعتداءات جنسية، وانتهاك صارخ لأبسط معايير الكرامة البشرية. إنه ليس كتاب معلومات، بل وثيقة قانونية، وصرخة أخلاقية، ورسالة إلى العالم:
أن هناك من زال يُسحق خلف الجدران، وأن هناك من يكتب عنهم، لئلا يُنسَوا.
وجدد العباسي العهد في مكتبة كل شيء، أن نظل أوفياء للكلمة الحرة، ولمن جعلوا من الحبر سلاحاً، ومن الحقيقة خندقاً، ومن الكتاب رسالة مقاومة.
وعرض المحامي علي أبوهلال مؤلف الكتاب أهم ما تضمنه الكتاب من شهادات عن أعمال التعذيب التي مورست بحق المعتقلين والتي أدت إلى استشهاد نحو 40 معتقل لم تعرف أسمائهم بعد، ولا تزال جثامينهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال..
وأشار إلى أن غياب أي مراجع سابقة عن هذا المعتقل دفعه للاعتماد على تقارير إعلامية عربية وإسرائيلية وأجنبية وتقارير لمؤسسات حقوقية إلى جانب شهادات أسرى محررين تم الإفراج عنهم. وأضاف أبو هلال: أمضيت عامًا كاملًا في جمع المعلومات وكتابة هذا العمل، لأنه من الضروري توثيق هذه الجرائم، ليس فقط للذاكرة الفلسطينية، بل لاستخدام الكتاب كوثيقة رسمية سيتم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال أن الكتاب تضمن مطالبة للمجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية وخاصة المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في جرائم التعذيب التي جرت في هذا المعتقل سيء الصيت والسمعة بحق المعتقلين الفلسطينيين، ومحاسبة ومحاكمة الذين ارتكبوا هذه الجرائم، والعمل من أجل اغلاق هذا المعتقل، وإنصاف الضحايا عن أعمال التعذيب التي مورست بحقهم.
وجاء في مداخلة المحامي الحيفاوي حسن عبادي (عضو اللجنة الاستشارية للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين) :”قامت الوكالة اليهودية بترحيل نحو 49 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل في الفترة بين 1949 و1950، “عملية جناح النسر”، وقامت بإيوائهم في معسكر أقامته وأطلقت عليه “سدي تيمان” (كان معسكراً للجيش البريطاني)، بين “أوفكيم” وبئر السبع، وعلى أنقاض المباني القديمة الآيلة إلى السقوط أقام جيش الاحتلال منشأة الاعتقال في تلك القاعدة للشرطة العسكرية لاحتجاز مختطفي غزّة أبان اجتياح غزة الأخير، ومن هنا جاء اسم السجن الذي يضاهي غوانتانامو و(أبو غريب) وصيدنايا، وبحق عنوَن َ أبو هلال كتابه “صفحة سوداء في تاريخ الإنسانيّة”.
وأضاف: “يعتبر الكتاب إضاءة مهمة على هذا المعسكر والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق مختطفي غزة، وتسليط الضوء على دور وسائل التواصل وظاهرة السيلفي التي باتت سيّدة الموقف، وتناول الموقف الدولي المخزي مما يجري في سدي تيمان.
من أهمّ ما جاء في هذه الدراسة الفصل السادس (ص. 77-92) الذي تناول “تعذيب الأسرى والمعتقلين انتهاك جسيم للقانون الدوليّ “، ضروري ومهم وحبّذا تعتمده مؤسساتنا في خطابها المحلي والدولي. وجاءت التوصيات شاملة وتبئيريّة، وخاصة التوصية الخامسة؛ ضرورة اللجوء إلى المحاكم الوطنيّة للدول لمحاكمة مرتكبي جرائم التعذيب بحق الأسرى والمعتقلين.
وقال الحقوقي حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات، يعتبرالكتاب وثيقة وطنية قانونية هامة توثق جريمة التعذيب والاختفاء القسري وجرائم الحرب وضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين في سدي تيمان وتؤسس لمحاكمة مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية والقضاء الدولي، وتفتح على ضرورة توثيق جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أسرانا وأسيراتنا داخل السجون جراء سياسة التجويع المعلنة من بن غفير ومسؤولي إدارات مصلحة السجون وبحماية من القضاء الإسرائيلي وأمام صمت المجتمع الدولي. والكتاب يسلط الضوء على جرائم متصلة ومستمرة بلا توقف وهو بمثابة صرخة قوية وحرة باسم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ختام الحفل شارك العديد من الحضور في تقديم المداخلات القيمة التي أشادت بالكتاب وما تضمنه من معلومات قيمة، مؤكدين على ضرورة تطوير دور الجهات الرسمية، والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية في تعزيز التضامن الشعبي لإسناد المعتقلين ودعم نضالهم في مواجهة جرائم الاحتلال التي تمارس بحقهم.

آخر الأخبار